Sunday, May 29, 2011
سر "اللهو الخفى" فى مهرجان القاهرة السينمائى
منذ سنوات كان السيد شريف الشوباشى رئيسا لمهرجان القاهرة للسينما، وفجأة طلع علينا بمفاجأة أنه يريد "نقله" إلى مدينة شرم الشيخ (تصوروا لو أن ذلك قد حدث!!)، ولم يقل لنا لماذا لا يترك مهرجان القاهرة فى حاله، ويقيم المهرجان الذى يعجبه فى أى حتة أخرى. لكنه حاول آنذاك إغراءنا بالفكرة، فقال أن رئيس الاتحاد العالمى للمنتجين وعده – إذا حدث ذلك – أن الملايين سوف تنزل ترف على مصر، عندما يأتى لها المنتجون السينمائيون العالميون من الغرب والشرق، ومرة أخرى لم نعرف ما هى العلاقة بين الموضوعين.
اليوم يعود الحديث عن هذا "الاتحاد العالمى" أو "الدولى" فى بعض الأقوال، ويصفونه بأنه "الجهة الدولية التى تمنح الشرعية لمهرجان القاهرة، وتعتبره من أهم 11 مهرجانا سينمائيا على مستوى العالم"، وأن هناك اتصالات تجرى حاليا لمنع "سقوط المهرجان فى الدرجة الثانية لو ألغى موعد انعقاده"!! وقد تكررت هاتان الجملتان بين القوسين فى صحفنا الفنية، كأنهم مثلا يتحدثون عن الأمم المتحدة، لكن الحقيقة أنهما من بين عبارات يتناقلونها دون أن يتساءل أحد عما إذا كانت تعنى شيئا حقيقيا، أم أنها مجرد لغو يكرره بعض من لا يعلمون وراء بعض المغرضين؟!
ما هو هذا "الاتحاد العالمى" الذى يشبه اللهو الخفى؟ وما هى سلطاته على المهرجانات؟ وما هى الجهة فى مصر التى تقدمت إليه لتكون عضوا فيه؟ وبالمناسبة ما هى الجهة التى تدفع لأعضاء إدارة المهرجان مرتباتهم، ولماذا تدفعها إذا كانت غير الجهة الأولى؟ وما هى المهرجانات العشرة الأخرى فى جنة الاتحاد الدولى؟ وما معنى رقم 11؟ وهل مهرجان القاهرة أهم من مهرجانى لندن وتورنتو مع أنهما ليسا فى القائمة المزعومة التى تضم 14 مهرجانا وليس 11؟ وهل هذان المهرجانان "درجة ثانية" لأنهما "باباهم مش كائد طابية"؟!!
أتمنى أن يهتم أحد بالبحث عن إجابات لهذه الأسئلة، وساعتها سنعرف أننا ضحية لمن ورثوا مهرجانا سينمائيا ولم تكن لهم بالسينما أى علاقة، وصنعوا حوله الكثير جدا من الأوهام والمغالطات، وحولوه إلى "سبوبة" يأكلون منها بقلاوة، ويسافرون هنا وهناك فى المهرجانات العالمية على حساب البسطاء الذين لم يدخلوا السينما طوال حياتهم. وأرجو أن يبحث لنا وزير الثقافة عن إجابة، بعدها سوف يدرك أنه لو ظلت السينما ومهرجانها أسيرين لمن اختطفوهما لصالحهما بفضل غفلتنا، واختفوا وراء تلك المفاهيم المغلوطة المتداولة، سوف نظل كما كنا طوال ثلاثين عاما بلا ثقافة حقيقية، حتى لو كان لدينا منصب اسمه وزير للثقافة.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment