Thursday, June 16, 2011
الفيلم الإسرائيلي "مدير شئون العاملين" كيف تصنع فيلما سياسيا بارعا دون أن تتحدث في السياسة؟!
تبدو قضية السينما الإسرائيلية بالنسبة لنا دائما قضية شائكة، إذ نتجاهلها في الأغلب الأعم بتصور أن ذلك يعكس رفضنا لها، وموقفا سياسيا يقف ضد إسرائيل وما تمثله وما يمثلها. لكن أليس من الأجدى أن نطرح تصورا بديلا، أعتقد أنه التصور الأنضج في التعامل مع الحياة؟ إنك لكي تتعامل مع مرض السرطان فإن عليك أن تعرف طبيعته وحجمه وقدر انتشاره، وهذه المعرفة لا تعنى القبول به والاستسلام له، وإنما تساعدك على مقاومته. كذلك إسرائيل، فما أتصوره موقفا صحيحا هو معرفة أكبر وأعمق بها وما تنتجه في كل المجالات، وأن "تعرف" لا يعني أنك "تعترف"، وعندما تعي قدر الخطر في وجود إسرائيل فإن هذا لا يعني أنك تقول أن هذا الوجود شرعي، بل ربما كان الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح نحو مقاومة هذا الخطر.
مشكلتنا في الفترة الأخيرة أننا أصبحنا نكتفي بأنفسنا، نتحدث في قضايانا كأننا نتحدث إلى ذواتنا، أو إلى الذين يعرفون بالفعل ما نتحدث عنه، بينما إسرائيل تدرك تماما أنها تتحدث إلى العالم، المتعاطف معها بالفعل أو ذلك الذي تريده أن يزداد تعاطفا. كنت منذ شهور قد تناولت على هذه الصفحة الفيلم المصري "أولاد العم"، وأشرت إلى أنه يحول قضية الصراع إلى فيلم "أكشن" رديء، يفترض أن المتفرج سوف يقف إلى صف "البطل" لأنه كريم عبد العزيز، الذي يمثل ضابط المخابرات المصري، إنه يذهب إلى تل أبيب لإنقاذ امراة مصرية من براثن ضابط مخابرات إسرائيلي، ودون أن أكمل لك الحبكة لابد أنك تعرف كيف يمكن لصانع فيلم مصري أن يمضي فيها.
حاولت أن أبحث في ذاكرتي عن فيلم مصري واحد يخاطب الجمهور في العالم حول هذه القضية فلم أجد، وعلى العكس تماما هناك عشرات الأفلام الإسرائيلية التي تنقل وجهة نظرهم بقدر هائل من البراعة التي لا يمكن إنكارها. هذا ما تأكد لي مرة أخرى عندما شاهدت الفيلم الإسرائيلي "مدير شئون العاملين" أو "مدير الموارد البشرية"، الذي تقدمت به إسرائيل في مسابقة هذا العام لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وبرغم أنه لم ينجح في الوصول إلى التصفيات النهائية، فإنه نجح على الأقل في توصيل رسالته التي سوف نتوقف عندها هنا. أذكرك فقط في البداية أن مخرجه هو عيران ريكليس، الذي نجح من قبل في أن يقدم فيلمين بالغي التأثير، الأول هو "العروس السورية" (2004) عن زواج شابة درزية على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع سوريا، من شاب على الجانب الآخر، ليرسم الفيلم صورة للعلاقات الإنسانية المتشابكة بين كل الأطراف، بمن فيهم الطرف الإسرائيلي المتمثل هنا في ضابط الحدود. أما الفيلم الثاني فهو "شجر الليمون" (2008) عن المرأة الفلسطينية التي تملك حديقة لأشجار الليمون، مهددة بالإزالة بعد إقامة وزير إسرائيلي بجوارها، ولا يقف معها في هذه المعركة سوى امرأة إسرائيلية هي زوجة هذا الوزير!!
ها أنت ترى أن البعد السياسي في هذين الفيلمين يتواريان في الخلفية، أو يتم التعبير عنهما بشكل رمزي خافت، وهو أمر يميز الكثير من الأفلام الإسرائيلية المعاصرة، فهي لا تجنح أبدا إلى الخطابة التي كانت تميز هذه الأفلام حتى بداية الثمانينيات، حين كان البطل الإسرائيلي تنويعا على شخصية "الكاوبوي"، بل على العكس تماما، لقد أصبح هذا البطل الآن يعاني من أزمة "وجودية" يجد حلها في قتل العربي!! بل إن هذا العربي ذاته يختفي، ليصبح في الخلفية خطرا بلا وجه لكنه يظل جاثما على الحبكة طوال الوقت، إنه موجود وغير موجود، والأفضل – كما توحي هذه الأفلام - ألا يكون موجودا حتى لا تتأزم الأمور كما تراها على الشاشة!!
ليس في فيلم "مدير شئون العاملين" عربي واحد، ومع ذلك فإنه موجود طوال الوقت!! تلك هي النظرة الفنية والسياسية البارعة التي يتخذها الفيلم كاستراتيجية له، ولتتأمل معي خط "التيمة" الرئيسية للفيلم: امرأة مهاجرة من بلد ما في أوربا الشرقية، لا يحددها الفيلم وإن كانت هناك تلميحات أنها رومانيا، هذه المرأة تحمل درجة في الهندسة لكن الظروف القاسية تدفع بها للعمل في إسرائيل كعاملة للنظافة. إنك لن ترى هذه المرأة أبدا إلا في لمحات خاطفة للقطات صورها ابنها لها في الماضي على هاتفه المحمول، لكن حضورها هنا يصبح جثة بعد مصرعها في حادث "إرهابي" في مدينة القدس، ويكون على بطل الفيلم أن يحمل هذه الجثة على عاتقه – بالمعنى المجازي أحيانا، لكن بالمعنى الحرفي أيضا أحيانا أخرى – لأن هناك التزاما "أخلاقيا يدفعه لذلك.
قبل أن أمضي معك في تفاصيل الفيلم سوف أتوقف بك قليلا عند هذه "التيمة": إن الفيلم لا يعنيه من بين كل الخطوط إلا هذه الجملة الأخيرة، الالتزام الأخلاقي الذي تتحمله إسرائيل عن طيب خاطر، إسرائيل التي تتجسد في بطل تسيل منه المشاعر الإنسانية (والدموع أحيانا) في كل لحظة تجاه حتى من لم يعرفهم من قبل، مثل هذه المرأة "المسيحية" المهاجرة، وتجاه أهلها الذين يراهم ويرونه للمرة الأولى فتجمعه بهم أواصر بشرية هي من سمات المتحضرين. من جانب آخر فإن الفيلم لا يتساءل بالطبع لحظة واحدة عن هؤلاء "الوحوش" الذين قاموا بالعمل "الإرهابي" ودوافعهم وقضيتهم، وهو بالتالي يغيِّبهم عن المتفرج كبشر، ووجودهم يُختزل في خطر الموت الذي يهدد الجميع في أية لحظة، كل ذلك والفيلم لم يتحدث في السياسة!!
يبدأ فيلم "مدير شئون العاملين" بلقطات تسجيلية لمصنع خبز تبدو كأنها إعلان رائع عن الخبز الإسرائيلي (!!)، ونرى البطل (مارك إيفانير) مستعدا لمغادرة الصنع بعد انتهاء عمله، وسوف تلاحظ على الفور أن هناك حزنا خفيا يختفي وراء قسمات وجهه، وهو ما سوف يتأكد بعد ذلك عندما نعلم أنه بعد انتهاء حياته العسكرية، وبداية حياته المدنية، لم ينجح كثيرا في زواجه بسبب تفانيه في عمله، وهو دائما يلقى اللوم من زوجته السابقة على عدم حرصه على الرعاية الكاملة لابنتهما طالبة "الباليه". هذا البطل الممزق سوف يفاجأ بمزيد من الأعباء، فالأرملة العجوز صاحبة مصنع الخبز (جيلا ألماجور، إحدى الممثلات المخضرمات في إسرائيل) تستدعيه لأن هناك مهمة عاجلة تتطلب تدخله: بسبب حادث "إرهابي" وقع منذ أيام تم العثور على جثة لم يتعرف عليها أحد، ووضعت في المشرحة حتى اُكتشف أنها امرأة تدعى يوليا تعمل في مصنع الخبز بفضل "قسيمة" مرتبها التي وجدت مع الجثة. الآن سوف يجد مصنع الخبز نفسه مهددا بالتشهير لإهماله تغيب موظفة تنتمي إليه، ومهمة البطل هي أن يعالج هذا الأمر كله.
أرجو أن تلاحظ أن الشخصيات (فيما عدا الجثة!) لا تحمل أسماء، إنها في الحقيقة رموز إن تأملت ما بين السطور، وفي حوار حميم بين صاحبة مصنع الخبز والبطل تدرك أن "الأرملة العجوز" تمثل إسرائيل ذاتها، إنها "الوطن" وهي بنص كلماتها مدينة للبطل على كل تضحياته من أجلها، لكنه مدين لها أيضا بأنها جعلت له كيانا، وحتى لو كان يشتاق أحيانا للهروب إلى حياة أكثر حرية، فهو مرتبط بها كما أنها مرتبطة به إلى الأبد. من جانب آخر هناك ذلك الالتزام الأخلاقي تجاه "الجثة"، وأنت تعرف كيف أن إسرائيل لا تتوقف عن التفاوض من أجل "رفات" ضحاياها (قارن ذلك للأسف بما تفعله بعض الأنظمة العربية تجاه شهدائها)، فالطرف الذي يهدد المصنع بالفضيحة هو صحفي (غوري ألفي) يتسم بالعدوانية ويطلقون عليه "ابن عُرْس" (أو "العِرْسة" في العامية المصرية)، فهو يطارد البطل ويتهمه بالقصور، ويخبره بأنه ليس مهتما بالجثة في حد ذاتها، فرسالته إلى الأحياء، بأن إسرائيل لن تتخلى عنهم حتى لو لقوا مصرعهم.
يحاول البطل أن يفك الخيوط المتشابكة في هذه القضية، والسؤال الذي يبدأ به: كيف لم يدرك وهو مدير شئون العاملين تغيب المرأة المهاجرة طوال هذه الأيام؟ تأتي الإجابة على لسان رئيس وردية الليل، لقد قرروا الاستغناء عن العمالة الزائدة، ومنها هذه المرأة، التي أشفق عليها رئيس الوردية فأبقاها في كشوف المرتبات حتى تجد عملا مناسبا، وفي الحقيقة أنه وقع في غرامها كأنها ملاك هبط من السماء. الكل إذن تصرف على نحو أخلاقي، وليس هناك شبهة إهمال أو ازدراء للبشر. يذهب البطل إلى حي اليهود في القدس حيث كانت تقيم يوليانا باسم "روث"، في غرفة هي أشبه بالدير الذي يوحي بالطمأنينة، ثم يذهب إلى الدير المسيحي في المدينة، باحثا عن مدفن يأوي الجثة المسكينة، وحيث يقابل راهبة (سيلينا دوري) تتحدث بدورها عن يوليانا بإنسانية بالغة، لكن الوقت يكون قد تأخر، فقد نشر الصحفي اتهاما بالتقصير للمصنع ومدير شئون العاملين فيه، وليس هناك سوى حل واحد تقترحه "الأرملة": أن يذهب البطل بالجثة إلى وطنها (كلمتا الوطن والبيت هما في العبرية كلمة واحدة).
في معظم مقالاتي عن الأفلام أحاول ألا أكشف عن كامل حبكتها، حتى أترك للقارئ مساحة للاستمتاع عندما يشاهد الفيلم بنفسه، لكن لا حل هنا سوى أن أمضي معك في بقية الفيلم حتى نحاول معا أن نفهم مزيدا من الأبعاد السياسية فيه. لقد قالت الراهبة في مشهد الدير السابق أن يوليانا قد وجدت ضالتها في مدينة القدس، برغم أن "الأمر معقد هنا لكنه يشبع الروح". غير أن البطل مضطر لأن يبدأ رحلة لم يخطط لها لإعادة الجثة إلى الوطن، مع مبلغ من المال يمثل تعزية من "الأرملة" لأهل الضحية. وإذا كان هذا الفيلم يتسم بغلالة من الحزن الجاد في الجو العام له، فإن الخط الرئيسي فيه يذكرني بفيلم إسرائيلي آخر لكنه هذه المرة يتسم بخفة الظل، هو "شعرية" (2007) من إخراج إيليت ميناحمي، و"شعرية" هو الاسم الذي تعطيه بطلات الفيلم لطفل صيني قامت السلطات على غير موعد بترحيل أمه المهاجرة غير الشرعية، ليصبح الفيلم كله رحلة لإعادة الطفل إلى الأم في مغامرات طريفة. إنك لا تملك إلا أن تتساءل: كيف لإسرائيل أن تصبح هي البطلة الدائمة لإعادة المشتتين إلى ديارهم، وهي التي تنكر على أبناء فلسطين حق العودة؟! والإجابة ياعزيزي القارئ تشير إلى وعيهم بأهمية السينما في بث رسائل سياسية دون أن ينطقوا بكلمة سياسية واحدة!
يأخذ البطل جثة الضحية في تابوت، ويصحبه الصحفي الذي ينطلق من روح شكاكة ساخرة، ليبدآ رحلة طويلة في ذلك البلد من أوربا الشرقية، حيث يخيم الجليد على كل شيء، وتتلوى الطرق عبر الجبال الوعرة والقرى المتناثرة، ويغرق الجميع في فقر مدقع وعلاقات إنسانية متوترة. يتصور البطل أنه قد وجد زوج المرأة (بوجدان ستانيوفيتش) لكي يسلمه جثتها، لكنه يكتشف أنهما مطلقان، فيبحث عن ابنها المراهق المتمرد (نواه سيلفر) لكنه يدرك أنه غير مؤهل لاستلام الجثة لصغر سنه، فيقرر أن يسافر إلى القرية التي تنتمي لها المرأة، وفي الطريق يضطر مع رفاق الرحلة أن يبيت بضع ليال في مخبأ من الهجوم النووي تحت الأرض، وعندما تتعطل السيارة التي تحملهم يكمل الرحلة في مدرعة عسكرية، حتى يصل إلى القرية حيث تقيم الجدة العجوز (إيرينا بيتريسكو) صاحبة الأخاديد العميقة على الوجه. لكن الجدة ترجو البطل أن يأخذ الجثة معه مرة أخرى إلى القدس حيث تستحق أن تدفن، في المدينة التي "تشبع الروح".
إنهم عزيزي القارئ يتحدثون عن مدينة القدس، وليست هناك كلمة واحدة عن أصحابها الحقيقيين. هل نلوم إسرائيل على أنها تصنع مثل هذه الأفلام؟ لا أستطيع أن ألوم المعتدي وحده على عدوانه إذا كان من وقع عليه العدوان لا يفعل شيئا، وينتظر من العالم أن يفهم قضيته دون أن يتحدث بكلمة واحدة مفهومة. وهنا سوف أضطر آسفا أن أدخل إلى منطقة شائكة ملغومة، عن صناعة السينما العربية بشكل عام، والمصرية بشكل خاص. لا أدري إن كنا نتحدث حقا بلغة سينمائية متماسكة وتستطيع الوصول للناس، إذا كنا والصحافة السينمائية والنقد السينمائي العربي يحتفي ببعض التجارب التي تبدو لنا راقية، وهي في الحقيقة أقرب إلى الوليد المبتسر، لا فرق في ذلك بين تجارب ما بعد الحداثة التي لم أتعاطف معها ولم أفهمها أبدا مثل "يد إلهية" أو "الوقت المتبقي" لإيليا سليمان، أو الملحمية التي تفتقد الإمساك بالخط الرئيسي كما في "باب الشمس" ليسري نصر الله، أو في الفيلم الجزائري المشترك هذا العام في مسابقة أفضل فيلم أجنبي في الأوسكار "خارجون على القانون" من إخراج رشيد بو شارب (ربما سوف نتوقف عند هذا الفيلم الأخير في مقال قادم)، أو في التغريب الذي يعشقه يسري نصر الله لكنه يفتقد أي قدر من النضج كما في "جنينة الأسماك"، أو حتى في رصانة "رسائل البحر" لداود عبد السيد، رصانة تبدو أقرب للترنم بصلاة خاصة بصانع الفيلم لكنها لا تهم أحدا غيره.
إنني لا أطلب من صناع الأفلام العربية أن يصنعوا أفلاما من نوعية خاصة (سوف يتصور البعض أنني أقصد بها الأفلام ذات الرسالة أو المضمون السياسي)، لكنني أتساءل حقا لماذا يبدون كأنهم يقفون خارج تاريخهم؟! ولماذا يحتفي النقد السينمائي العربي في مجمله بهذه التجارب كأننا نتحدث إلى أنفسنا فقط؟ وأقارن ذلك بالفيلم الإسرائيلي الذي لم يبلغ أفاقا سينمائية راقية لكنه يترك في المتفرج أثرا عميقا. أنظر مثلا إلى لقطة النهاية وحاول أن تستشف منها الرسائل الخفية بين السطور: البطل والصحفي الإسرائيليان، وقد أدركا أن مهمتهما واحدة، يدخلان المدرعة ويغلقان غطاءها عليهما، فمهما تنازع الإسرائيليون فلا حل أمامهم سوى التوحد في هذا "الوطن" المحصورين والمحاصرين بداخله، وهما يحملان التابوت الذي يرمز للمسئولية الأخلاقية التي لا يتنكران لها، بينما تمضي المدرعة – كأن القوة العسكرية وحدها هي القادرة على إكمال المهمة – نحو الشمس التي تشرق من بعيد.
في فيلم ليست فيه وجوه تتسم بالوسامة من الممثلين، ولا يمثل فيه النجوم المزيفون دائما دور الولد "الفِتِك" أو البنت ساحرة الجمال، ودون تنميط في الأداء أو افتعال الكوميديا الساذجة أو "الأكشن" الأبله، وبإيقاع بالغ الهدوء وحبكة شديدة البساطة، وباستخدام لأقصى ما في مواقع التصوير الحقيقية من إمكانات درامية دون تعمد لأن تكون اللقطات سياحية، تحدث فيلم إسرائيلي عادي تماما عن السياسة دون كلمة سياسية مباشرة واحدة. هل تدري ما الذي سوف يبقى في ذهن المتفرج، الذي لا يعرف عن القضية الفلسطينية شيئا؟ إن إسرائيل هي "مصنع الخبز"، الذي يحمله البطل أينما رحل ليهديه للجميع، فكأن إسرائيل هي صانعة الحياة، وأنت تعلم جيدا أنها تصنع الموت، لكن من يعلم ذلك غيرى وغيرك ياعزيزي القارئ؟!!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment