زمان، كان مجرد نشر خبر فى جريدة كفيلا بتصديقه، وعندما
كنت تناقش أحدا فى مصداقيته كان يرد عليك بالرد المفحم: "ده منشور فى
الجورنان". الآن أصبح المنشور على الإنترنيت – أيا كان دقته أو صحته – يمثل
حقائق وهمية، ولا يأخذ منا دقيقة واحدة فى مراجعته وتحقيقه.
فوجئت مؤخرا بفيديو موجود على موقع يوتيوب، يقول من وضعه
أنه لحفل فى استوديو مصر عام 1935، وتناقل الجميع هذا الفيديو كحقيقة مسلم بها،
رغم أنه لا يمكن أن يكون تصوير هذا الشريط قد تم إلا فى عام 1943 أو 1944. وإليك
يا قارئى العزيز بعضا من المراجعة:
1) يبدو من الفيديو أنه دعوة لحفل يقيمه للمطرب المحبوب
"محمد أمين"، الذى لم يصبح مطربا إلا فى عام 1939 بعد عمله مهندس كهرباء
فى استوديو مصر، ولم يصبح محبوبا إلا مع أغنيته "نور العيون يا شاغلنى"
التى سجلها أوائل الأربعينيات. وكان أول أفلامه "تحيا الستات" و"حب
من السماء"، وكلاهما عرض عام 1943، والأخير من إنتاج استوديو مصر.
2) يتحدث سراج منير عن انتهائه من فيلم يدعى "غرام
الصحراء" (وهو الذى أشار له فى الفيديو نفسه بدر لاما)، ولا يوجد فيلم مصرى
بهذا الاسم، والأغلب أنه قد تغير اسمه إلى "رابحة" الذى عرض فى عام 1943
وأنتجه استوديو مصر، كما يشير سراج منير لبدئه تصوير فيلم "حبابة" الذى
عرض فى عام 1944.
3) يقدم عبد العزيز خليل نفسه بوصفه "المعلم
العتر"، وهذا هو اسم شخصية الجزار التى قام بأدائها فى فيلم "العزيمة"
المعروض عام 1939.
4) تتحدث زوزو ماضى عن "الجمهور اللى وحشته
ووحشنى"، بينما أول أفلامها كان "يحيا الحب" فى عام 1938، ثم عادت
إلى السينما فى عام 1944 بفيلم "الأبرياء".
5) يقدم الشريط "وجوها جديدة"، مثل ليلى فوزى،
التى كان أول أفلامها "مصنع الزوجات" (1941)، كذلك مديحة يسرى التى لم
تظهر على الشاشة إلا فى عام 1942 مع فيلم "أحلام الشباب"
من الواضح إذن إن الشريط كان تقليدا من استوديو مصر لما
تصنعه شركات هوليوود من دعاية عن نجومها، أما (1935) التى وردت مطبوعة على الشريط
فهذا فقط هو عام تأسيس استوديو مصر.
يقول من وضع تلك القصاصة أنها "مقدمة حفلة استوديو
مصر عام 1935، مش ها تصدق"، وكان يجب فعلا ألا نصدق!
No comments:
Post a Comment